Thursday, December 5, 2019

موسكو تتوعد بالرد على طرد ألمانيا دبلوماسيَّين روسيين تشتبه في علاقتهما بمقتل مواطن جورجي

قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو ستتخذ الإجراءات المناسبة ردا على طرد اثنين من الدبلوماسيين الروس من ألمانيا بزعم علاقتهما بمقتل مواطن جورجي على الأراضي الألمانية.
وقالت الوزارة في بيان "نعتبر التصريحات الألمانية بشأن طرد اثنين من موظفي السفارة الروسية في برلين غير مبررة وغير ودية".
وأضافت "لن نسمح بمقاربة مسيسة لقضايا التحقيق، ونحن ملزمون باتخاذ مجموعة من الإجراءات ردا على ما قامت به برلين".
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد أعلنت في وقت سابق طرد اثنين من موظفي السفارة الروسية في برلين، على خلفية مقتل مواطن جورجي في برلين في أغسطس/ آب الماضي.
واتهمت ألمانيا روسيا بعدم التعاون مع التحقيق في قضية مقتل زيلمخان خانغوشفيلي، القائد السابق الذي قاتل في صفوف شيشان مناهضين لموسكو.
وقد قضى خانغوشفيلي إثر إصابته برصاصتين في الرأس في أحد الحدائق في برلين.
وقال المدعي العام الألماني "هناك حقائق كافية تشير إلى أن القتل قد تم إما نيابة عن وكالات استخباراتية في روسيا الاتحادية، أو نيابة عن جمهورية الشيشان المتمتعة بالحكم الذاتي، كجزء من روسيا الاتحادية.
وقد أدان مسؤول روسي السلوك الألماني ووصفه بأنه يندرج في إطار ما أسماه "هستيريا الرهاب من روسيا".
واكتفى الكرملين بالقول إنه يرفض جملة وتفصيلا فكرة أن ثمة أي صلة بين قتل خانغوشفيلي والحكومة الروسية.
وقد قضى خانغوشفيلي إثر إصابته برصاصتين في الرأس في أحد الحدائق في برلين.
وقال المدعي العام الألماني "هناك حقائق كافية تشير إلى أن القتل قد تم إما نيابة عن وكالات استخباراتية في روسيا الاتحادية، أو نيابة عن جمهورية الشيشان المتمتعة بالحكم الذاتي، كجزء من روسيا الاتحادية.
وقد أدان مسؤول روسي السلوك الألماني ووصفه بأنه يندرج في إطار ما أسماه "هستيريا الرهاب من روسيا".
واكتفى الكرملين بالقول إنه يرفض جملة وتفصيلا فكرة أن ثمة أي صلة بين قتل خانغوشفيلي والحكومة الروسية.
زيلمخان خانغوشفيلي، هو مواطن جورجي، قاتل في الحرب الشيشانية الثانية ضد القوات الروسية في شمال القوقاز في الفترة ما بين عامي 2001 و2005.
وكان حليفا مقربا للرئيس الشيشاني أصلان ماسخادوف، الذي كان العقل المدبر لحرب العصابات الشيشانية ضد روسيا، وقُتل في غارة للقوات الخاصة الروسية.
وفر خانغوشفيلي إلى ألمانيا بعد أن نجا من محاولة اغتيال في العاصمة الجورجية تبليسي في عام 2015، وتقدم بطلب للجوء في ألمانيا لكنه لم يمنح له.

لماذا تحوم الشبهات حول تورط روسيا؟

اعتُقل رجل على أنه مشتبه به بتنفيذ اغتيال خانغوشفيلي بعد وقت قصير من عملية القتل، وزعمت السلطات أنه كان يحاول التخلص من دراجة هوائية ومسدس وشعر مستعار، بإلقائها في نهر سبري القريب عندما ألقي القبض عليه.
ويقول المدعي العام الألماني إن المشتبه به طار من موسكو إلى مطار شارل ديغول في باريس، قبل ستة أيام من القتل، تحت اسم مستعار هو" فاديم إس".
وقد ظهرت شخصية فاديم إس لأول مرة على جواز سفر روسي في عام 2015.
وتشير تقارير إلى أن اسمه الكامل هو فاديم سوكولوف، وعمره 49 عاما، لكن هنالك شكوك حول هويته الحقيقية.

من هو المشتبه به؟

جاء في بيان الادعاء العام الألماني أن المتهم هو فاديم ك واسمه المستعار فاديم إس فقط، لكن وفقا لموقع بيلينغات الإلكتروني للصحافة الاستقصائية، فإن الهوية الحقيقية للرجل المحتجز هي، فاديم كراسيكوف، المولود في أغسطس 1965 في كازاخستان، التي كانت حينها جزءا من الاتحاد السوفييتي.
ويقول المدعي العام إن فاديم مشتبه به أيضا في قضية مقتل رجل أعمال روسي في موسكو عام 2013. وقد قتل رجل الأعمال الروسي بطريقة مماثلة لتلك التي قتل بها خانغوشفيلي، إذ اقترب منه رجل على دراجة هوائية وأطلق النار على رأسه من الخلف.
وقد صدرت مذكرة اعتقال بحقه في موسكو عام 2014، ولكنها سحبت في يوليو/ تموز عام 2015.

Tuesday, November 12, 2019

السعودية هي الثانية عالميا من حيث إنتاج النفط والاحتياطي، فمن هي الأولى؟

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم ان بلاده اكتشفت حقلا نفطيا عملاقا تقدر احتياطاته بـ53 مليار برميل وأوضح ان الحقل يقع في محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد.
وأعلن حسن روحاني، في كلمة أمام حشد كبير الأحد، أن "الحقل المكتشف تبلغ مساحته 2400 كم مربع وعمق الحقل فقط 80 متراً".
وفيما يلي لائحة بالدول التي تملك أكبر احتياطات مثبتة من النفط.

فنزويلا

تقدر احتياطات فنزويلا بأكثر من 303 مليار برميل من النفط وهو ما يمثل نحو 18 بالمئة من حجم الاحتياطي العالمي. ورغم امتلاكها هذا الاحتياطي الهائل تعيش فنزويلا أزمة اقتصادية خانقة. ويمثل النفط 90 في المئة من صادرات البلاد. وتراجع إنتاج البلاد بنسبة 22 في المئة خلال خمس سنوات.
يقدر الاحتياطي النفطي السعودي المثبت بنحو 266 مليار برميل من النفط ويمثل ذلك 15.7 في المئة من الاحتياطي العالمي. وكان متوسط إنتاجها اليومي نحو 12 مليون برميل من النفط يوميا خلال عام 2017 وهي بذلك تأتي في المرتبة الثانية عالميا من حيث الاحتياطي.
والسعودية ثاني أكبر منتج للنفط في العالم ويمثل النفط 75 في المئة من إجمالي الصادرات السعودية عام 2017.

كندا

تبلغ احتياطات كندا النفطية نحو 169 مليار برميل أي ما يعادل 10 في المئة من الاحتياطي العالمي. ومثل النفط فقط 20 في المئة من صادرات البلاد في عام 2017 والتي بلغت 377 مليار دولار. وقد أنتجت كندا 4.8 مليون برميل يوميا عام 2017.
10 معلومات عن أرامكو أكبر شركة لإنتاج وتصدير النفط في العالم
إيران
يبلغ الاحتياطي الايراني المثبت 157 مليار برميل، 9.3 في المئة من الاحتياطي العالمي. لكن إذا أضفنا اعلان الرئيس الايراني عن العثور على حقل جديد تصل احتياطاته إلى أكثر من 50 مليار برميل ستحتل ايران المرتبة الثالثة عالميا بعد فنزويلا والسعودية. وتواجه ايران أزمة اقتصادية شديدة بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات على ايران وعلى الأطراف التي تشتري نفطها وقد تراجع إنتاجها كثيرا خلال الآونة الاخيرة في ما كان إنتاجها اليومي عام 2017 نحو خمسة ملايين برميل من النفط.

العراق

تبلغ احتياطات العراق من النفط 148.8 مليار برميل أي حوالي 8.8 في المئة من الاحتياطي العالمي في ما كان متوسط انتاج العراق عام 2017 أربعة ملايين ونصف مليون برميل. والعراق هو البلد الأكثر اعتمادا على تصدير النفط كمصدر للدخل من بين جميع الدول الأعضاء في منظمة أوبك للدول المصدرة للنفط.
تبلغ احتياطات الإمارات 98 مليار برميل من النفط، أي 5.8 في المئة من الاحتياطي العالمي ويمثل النفط نحو نصف صادرات الامارات التي بلغت 152 مليار دولار عام 2017 بينما بلغ متوسط إنتاجها اليومي 3.9 مليون برميل في نفس العام.
الولايات المتحدة الأمريكية
لا يتجاوز الاحتياطي الأمريكي من النفط 50 مليار برميل أي اقل من 3 في المئة من الاحتياطي العالمي.
ام من حيث الانتاج فتأتي في المرتبة الأولى عالميا فقد وصل انتاجها إلى أكثر من 13 مليون يوميا عام 2017 أي ما يعادل أكثر من 14 في المئة من الانتاج العالمي.
ورغم إنتاجها الضخم فإنها تستورد النفط من الخارج إذ لا يلبي انتاجها حاجاتها النفطية. ومثل النفط تسعة في المئة من اجمالي وارداتها التي وصلت قيمتها الى 2.2 تريليون دولار عام 2017.

ليبيا

تصل احتياطات ليبيا النفطية إلى 48 مليار برميل من النفط، أي 2.9 في المئة من الاحتياطي العالمي بينما كان متوسط صادراتها عام 2017 نحو 865 ألف برميل في اليوم. وليبيا تملك أكبر احتياطي في القارة الافريقية.

روسيا

تصل احتياطات روسيا إلى 106 مليار برميل منالنفط وهو يمثل 6.3 في المئة من الاحتياطي العالمي. وبلغ انتاج روسيا 11.3 مليون برميل يوميا خلال عام 2017.
ويمثل النفط أكثر من نصف صادرات البلاد التي بلغت 341 مليار دولار خلال عام 2017.

الكويت

اجمالي احتياطي الكويت 101.5 مليار برميل ، أي 6 في المئة من الاحتياطي العالمي بينما كان متوسط إنتاجها اليومي عام 2017 نحو 3 ملايين برميل.

Monday, October 21, 2019

ناتاشا ترى أن اليوغا ساعدتها على التعامل مع المواقف التي تسبب التوتر

وقالت الدكتورة دوغان إن جماعات الجريمة المنظمة تستغل التنميط الجندري عندما تقوم بجرائم على نطاق واسع، فالعديد من النساء في حملة يوروبول متهمات بالإتجار البشر بغرض الجنس والمخدرات.
وتقول دوغان إن النساء "أثبتن مهارتهن" في هذه الأدوار لقيادات المنظمات الإجرامية، ولكن من النادر أن تجدهن يتصرفن بمفردهن.
وأضافت قائلة: "بالنسبة للإتجار بالبشر بغرض الجنس هناك شعور زائف تجاه النساء يمكن استغلاله لكسب ثقة الضحايا، وبالنسبة لتجارة المخدرات فنحن عادة نرى النساء كشراك خداعية أو لتسهيل حركة المخدرات، ولكن ليس في المراكز القيادية في الجماعات الإجرامية".
وتابعت قائلة: "أما أغلب الرجال المتهمين في حملة يوروبول فمطلوبون في جرائم قتل".
وقالت: "لا أرى مساواة في ذلك، أعتقد أن الحملة تحظى بشعبية ولكنني لا أظن أنها ستغير الرواية وتجعل المرأة بنفس درجة الرجل في الإجرام، لأنني أعتقد أن أغلب الناس يعلمون أن ذلك غير حقيقي".
بدأت رحلة ناتاشا نويل مع التعافي في عمر 21، بعدما تغيرت مشاعر صديقها الحميم وافترقا.
وكان هذا هو الوقت المناسب لتتعامل مع كل المشاعر المتضاربة بداخلها. لكن الجراح كانت غائرة.
ففي عمر الثالثة والنصف، رأت أمها وهي تضرم النيران في نفسها. وأُرسل والدها المصاب بالفصام إلى دار رعاية، وانتقلت هي للعيش مع والديها الروحيين.
وفي السابعة تعرضت للاغتصاب ولم تذكر الأمر لأحد.
كذلك تكتمت على تعرضها للتحرش الجسدي وللمس في مواضع غير لائقة.
وقالت في حوار مع بي بي سي: "طغى على طفولتي الإحساس بالذنب والكثير من الألم. كنت دائما ألوم نفسي".
"أحببت أن أكون ضحية لأنه يقربني من الإحساس بالألم. شعرت أنني أستحق ذلك".
وعاشت سنوات من فقدان الثقة في جسدها، حتى وجدت الخلاص في الرقص، الذي منحها طريقا لتعبر عن نفسها بثقة.
تدربت على الجاز، والباليه، والرقص المعاصر في أحد المعاهد المحلية في مدينة مومباي الهندية.
لكن مشوارها انتهى بإصابة في الركبة، منعتها عن الاستمرار في الرقص. كما توقفت عن الدراسة في مرحلة حرجة، بعد معاناتها من اضطراب القراءة والتنمر في المدرسة.
وعند تخرجها، اقترحت عليها أمها البديلة أن تعمل في التدريس لأنه يضمن بعض الأمان الوظيفي.
وتقول ناتاشا إن أسرتها الجديدة منحتها الكثير من الحب بالشكل الذي رأوه مناسبا، لكن هذا لم يكن ما تحتاجه. "كان الأمر يتعلق بي أنا. لم أكن جاهزة لتقبل الأمر ولم أتحدث أبدا عما بداخلي".
وتابعت: "بالتأكيد لم أكن جاهزة للعمل في التدريس".
ثم جاء فراقها عن حبيبها بدافع الرغبة في التغيير ، "وعلمت أنه يجب أن أصبح أفضل".
"ملء الفراغ"
وكانت هذه هي المرحلة التي علمتها درساً كبيراً: "عليك الاهتمام بصحتك النفسية لأن لا أحد سيقوم بهذا الدور".
وتأقلمت ناتاشا مع سنوات من كره الذات ورفض جسدها. "فالاكتئاب كان يدفعني لتصرفات متناقضة. أحيانا كنت آكل حتى لا أستطيع التنفس ثم أتقيأ. وأحيانا أخرى كنت أجوّع نفسي تماما. أحيانا كنت أنام طوال اليوم، وأحيانا أخرى كنت أعاني من الأرق".
وعادة ما يكون المرض النفسي محل تجاهل في الهند، بسبب الوصمة الاجتماعية وضعف الرعاية. وتقول منظمة الصحة العالمية إن الاكتئاب يأتي على رأس الأمراض التي يتم تجاهلها، ويتعرض واحد من كل أربعة أشخاص للمرض النفسي في مرحلة ما في حياته.
وكانت ناتاشا قد لجأت للعلاج النفسي في مرحلة سابقة. لكنها قررت هذه المرة أن تتبع أساليب العناية بالنفس. وتضمن ذلك الاحتفاظ بدفتر يوميات لتدوين الأفعال الإيجابية، ودفتر آخر لتدوين أهدافها كنوع من التشجيع.
وقالت: "كان الاكتئاب والقلق دافعان للتعافي".
"وفي المراحل المتأخرة، كنت أضع لنفسي أهدافا يومية صغيرة، مثل تمشيط شعري أو الخروج من البيت للمشي خمس دقائق".
وفي الأيام التي فشلت في تحقيق أي من الأهداف المدونة
"واليوم، أحافظ على تمرينات اليوغا في الساعات الأولى من اليوم مهما تطلب ذلك، وأخصص بضع دقائق للتأمل".
أصبحت الأيام أقل توترا. والتدريبات ساعدتها على حب نفسها بشكل غير مسبوق.
وقررت ناتاشا التحول إلى مجال أساليب المعيشة، وتعمل على أن تصبح مدربة يوغا.

"انتشلت نفسي"

ناتاشا الآن في الـ 27 من العمر. ما زالت تمر ببعض الأيام الصعبة، لكنها تعلمت المثابرة.
أصبحت معلمة يوغا، وأحد الداعمين النشطين للوعي بالصحة النفسية، وإحدى الشخصيات المؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول إن رحلتها بدأت من تقبل الذات.
وكتبت في مقدمة حسابها على إنستغرام: "ما تقوله عني سبق وخطر في بالي عن نفسي، وربما أسوأ".
وتروج عبر هذا الحساب لترسيخ الصورة الإيجابية عن الجسم، ويتابعها 245 ألف شخص، تشجعهم جميعا على ممارسة اليوغا. كما أنه مساحة تروي من خلالها تجاربها الشخصية وتعبر عن أفكارها وحالتها المزاجية.
"كنت دائما أكرر في ذهني أنني الضحية. لكنني انتشلت نفسي. ولم ينجح أحد في انتشالي سواي".
وما زالت تتعرض للتنمر من قبل البعض إذ يقولون إنها "بلا شخصية"، و"لا تستحق"، و"سهلة"، و"ليست جميلة".
لكن الآن، لم تعد ناتاشا فريسة للقلق، وتقول "غيرت من نظرتي، وأصبحت أجتهد لأتحسن".
وأضافت: "تطلب الأمر عشرين عاما حتى أصل إلى حالتي الراهنة، وما زلت بحاجة للمزيد من العمل. أنا أتعافى، وأخطو خطوة واحدة في هذا الاتجاه كل لحظة".
، كانت تعامل نفسها بقدر أكبر من التسامح.
"وتعلمت أن أتسامح مع الفشل، والمحاولة مجددا في اليوم التالي. تدربت على حب الذات حتى أصبح طريقي الوحيد".
وكان هذا هو الفرق الأبرز في طريقة تعاملها مع الأمور. "أتذكر عندما سألني المعالج النفسي كيف حالك. كنت أرد: بخير. وأنت؟".
وتابعت: "اعتدت على إعطاء الحب للآخرين، ولا شيء لنفسي".

"التعافي عن طريق اليوغا"

أصبحت اليوغا (التأمل) جزءا هاما من رحلة ناتاشا للتغلب على الاكتئاب والقلق.
وعلى مدار سنوات، اعتمدت على اليوغا كمصدر للقوة الجسدية والنفسية.
وتقول: "بعد إصابتي، لم يعد بمقدوري الرقص أو ممارسة أي نشاط بدني. ورأيت صورا لنساء حول العالم يتمتعن بقوام رائع، وفكرت في أن الأمر رائع". وأرادت أن تحقق هذا الهدف، خطوة خطوة.
وكان ذلك يعني التحول من التركيز على المظهر الخارجي إلى تدريبات التحكم في التنفس، لتحقيق صفاء الذهن.
"وتساعدني تدريبات اليوغا على الحفاظ على الاتزان الذهني. العملية كانت بطيئة، لكن التقدم كان مشجعا".
وبعد مرور خمس سنوات، أصبحت ناتاشا في حال أفضل.

Monday, September 23, 2019

يعيش في مدينة سان فرانسيسكو العدد الأقل من الأطفال مقارنة

من جهة أخرى، فإن المساكن في كثير من مدن العالم الكبرى تتسم بأنها محدودة المساحة، بحيث لا تضم سوى غرفة نوم واحدة لا أكثر. وتشير التقديرات إلى أن المساكن المطروحة للإيجار في المدن الأمريكية الكبرى من تلك التي تتألف من ثلاث غرف، لا تزيد على خمسة في المئة فقط من إجمالي الوحدات السكنية الموجودة في هذه المناطق.
أما في مدن مثل لوس أنجليس، فلا تستطيع غالبية الأسر ذات الدخل المتوسط تحمل تكاليف المساكن المتاحة في السوق، من تلك التي تحتوي على أكثر من غرفة نوم. ولا يختلف الحال كثيرا في المدن التي تضم منازل ملائمة بشكل أكبر لمعيشة الأسر مثل أمستردام. فالوحدات العقارية الموجودة هناك، تُقسّم غالبا إلى وحدات أصغر، تستوعب كل منها ساكنا واحدا، وتؤجر للعُزاب ولمن ليس لديه أطفال.
ويشكل ذلك أمرا مربحا للمطورين العقاريين ومُلّاك العقارات الذين يستطيعون جني أموال أكبر من تأجير وحدات سكنية أكثر عددا، دون أن يتطلب الأمر منهم البناء على مساحات إضافية.
ومن بين الوسائل التي عالجت بها السلطات المحلية في أمستردام، مشكلة عدم وجود مساحات كافية لبناء العقارات، تشييدها أبراجا شاهقة الارتفاع.
لكن كراستِن، التي تعيش في أحد أحياء العاصمة الهولندية مع أسرتها منذ عقود، تشير إلى أن هذه الأبراج ليست "صديقة للأسر" للغاية في غالبية الأحيان.
وأظهرت دراسة أجرتها هذه الباحثة أن الأسر - حتى في هونغ كونغ التي يشيع فيها سكن العائلات في مثل هذه المباني الشاهقة - تشكو من هذا الشكل من أشكال البناء، نظرا لأنه يعزل الضوضاء بكفاءة أقل. فضلا عن ذلك، تفتقر تلك الأبراج للمساحات الفضاء التابعة للوحدات السكنية الموجودة فيها - مثل الأفنية أو الحدائق المنزلية.
لكن ذلك لا يعني استحالة أن تكون الأبراج ملائمة لحياة الأسر. فبعض الأبراج السكنية الموجودة في سنغافورة تفخر بالحدائق المقامة على أسطحها وأماكن اللعب المخصصة للأطفال فيها، وهو ما يوحي بأن هناك إمكانية للتفكير الإبداعي المتعلق باستحداث أنماط مختلفة من الحلول الخاصة بالإسكان.
وتقر كراستِن بأنه لم يتم إجراء دراسات كافية في هذا المضمار، وكذلك بوجود عقبات تعترض طريق تلبية الاحتياجات المختلفة لراغبي السكن في المدن الكبرى، من أولئك المنتمين لفئات وشرائح متنوعة. وتقول: "من السهل للغاية بحق أن تبني مسكنا - أو أن توفره - لشخص بالغ يعيش بمفرده، إذ أن هؤلاء قادرون على الحياة في أي مكان. لكن الأمر يزداد صعوبة بشكل كبير، حينما يكون متعلقا بجعل حي ما ملائما، لأن تعيش فيه العائلات والأسر، ولأن يلبي احتياجات الأطفال من السكان".
لكن بعض المدن تخالف مثل هذه التوجهات السائدة. فـ "فانكوفر" - مثلا - تشترط أن تحتوي نسبة معينة من المساكن الجديدة فيها على أكثر من غرفة نوم واحدة. أما روتردام، فتحظى بالإشادة والمديح، لأنها تعمل على توسيع الأرصفة وتشييد وحدات سكنية صديقة بشكل أكبر للأسرة. غير أن سياسات مثل هذه لا تزال محدودة الانتشار في العالم بشكل كبير.

وكالعادة ينعم الأثرياء وأسرهم بكونهم بمنأى في بعض الأحيان، عن المشكلات التي تواجه الأسر الراغبة في الحياة في المدن. فالمناطق الواقعة في وسط المدن الكبرى تعج بمستويات مختلفة من المرافق الخاصة بتلبية احتياجات الأسر والأطفال، لكن أسعار هذه الخدمات قد لا تكون في متناول الجميع.
وقد لاحظت بالاتزو أن حي مانهاتن المتنوع عرقيا قد أصبح أقل تنوعا من حيث القدرات الاقتصادية لسكانه على مدار السنوات الـ 15 التي عاشتها فيه، وهو ما جعل السكن هناك أكثر صعوبة بالنسبة للكثير من الراغبين في ذلك. وتقول: "يوجد الآن الكثير من الشركات، التي تُعنى بتلبية احتياجات الأطفال، لكن منتجاتها غالية الثمن".
ومن المؤشرات الكاشفة بشأن طبيعة الحياة في سان فرانسيسكو مثلا، أن غالبية الأسر القاطنة هناك تنعم بالثراء، ويذهب 30 في المئة من أطفالها إلى مدارس خاصة.
في الوقت نفسه، هناك من السكان من يريدون أن تُخصص المباني السكنية التي يقطنونها للبالغين وحدهم، دون وجود أطفال على الإطلاق. من بين هؤلاء، إيمي باينز، البالغة من العمر 32 عاما، وزوجها، اللذان كانا يعيشان في مدينة سياتل حتى وقت قريب. لكن باينز - بالمناسبة - ليست كارهة للأطفال، وترغب - مثلها مثل أي أسرة - في أن تكون الشوارع آمنة والمتنزهات والمنازل لطيفة وجميلة. غير أنها تقول إن لديها استعدادا "لدفع أموال أكثر للحياة في منطقة سكنية تخلو من الأطفال، بدلا من الحياة في بقعة يوجد الصغار فيها".
ويشكل تهيئة مساحات تركز على تلبية احتياجات الأشخاص البالغين مثل باينز وزوجها، نشاطا اقتصاديا ذكيا في الكثير من المدن، التي يحرص المسؤولون عنها على إطلاق توجهات وصرعات جديدة على صعيد نمط الحياة. فهناك يمكن أن ترى ازدهارا للمتاجر والمصانع، التي تُعنى بتوفير مجموعة رائعة من خيارات الترفيه للراشدين. ومن بين هذه الخيارات على سبيل المثال، تخصيص غرف لـ"الهروب الذهني" بدلا من مراكز اللعب المخصصة للأطفال، وإقامة يوم للكلاب - مثلا - بدلا من تكريس يوم للأطفال، وغير ذلك من الأنشطة.
لكن الفوائد الناجمة عن ممارسة أنشطة اقتصادية تختص بتلبية احتياجات الشبان العُزاب، لا تنفي احتياج المدن لدعم وتشجيع القوى العاملة الشابة - بغض النظر عن وضعها الاجتماعي - واحتياجها أيضا لتعزيز العلاقات بين الأجيال، وذلك إذا كانت ترغب في البقاء والازدهار على المدى الطويل.
فتوفير المساكن محدودة المساحة المُعدة لإقامة مستأجرين لفترات قصيرة، ربما يلائم الطلاب والمقيمين بشكل عابر في مدينة ما، لكنه لا يوفر حوافز للسكان للبقاء لوقت أطول في المدينة وإدخال تحسينات طويلة المدى على الأحياء التي يقطنون فيها. كما لا يحفز هذا النمط السكان على دفع الضرائب وإنفاق أموالهم في المدن التي يعيشون فيها.
وفي واقع الأمر، تتمتع المدن الأمريكية، التي يقطنها عدد أكبر من العائلات، بنمو اقتصادي أعلى. ومن بين أسباب ذلك، أن لدى تلك المدن قاعدة اقتصادية صلبة وطويلة المدى، تختلف كثيرا عن تلك القطاعات الصناعية المتقلبة والمتحولة، التي تلبي احتياجات العُزاب من الشباب.
ومن بين الفوائد الأخرى الأقل وضوحا للعيان لإقامة عدد أكبر من الأسر في المدن، أن لوجود سكان يضربون بجذورهم لأمد طويل في مدينة ما، ويشبون فيها ويروون قصة التغييرات التي شهدتها بمرور الزمن، قيمة في حد ذاته. ويجلب ذلك بدوره منافع أخرى، فقد اتفق 90 في المئة من مخططي المدن في الولايات المتحدة - بحسب مسح أُجري عام 2008 - على أن التجمعات السكنية التي تُبقي سكانها طيلة حياتهم فيها، كانت أكثر حيوية ونشاطا.
على صعيد آخر، ربما تُمنى جهود تمكين المرأة بانتكاسة إذا اضطرت الأسر للعودة للإقامة في الضواحي بعيدا عن المناطق الواقعة في وسط المدن. فوفقا لما تقول كراستِن: " بالنسبة للكثير من النساء والأطفال، تعني حركة الانتقال للإقامة في الضواحي، أنهم سيعودون أدراجهم إلى نمط من أنماط التوزيع التقليدي للمهام".
ويعود ذلك، إلى أن جانبا كبيرا من الزيادة التي حدثت في نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة خلال تسعينيات القرن الماضي، حدث جزئيا بفعل العودة للإقامة في المدن الغاصة بسكانها، وذلك التماسا للراحة. فسيكون من الصعب على المرأة مواصلة الانخراط في أداء مهام عملها، إذا كان سيتوجب عليها قضاء وقت أطول في رحلتي الذهاب والإياب من وإلى مكان العمل، من الضاحية التي تعيش فيها على أطراف هذه المدينة أو تلك.
في نهاية المطاف، يمكن الإقرار بأن تخطيط مدينة على شاكلة تجعلها مواتية وملائمة لكل النوعيات المختلفة من السكان، أمر ليس باليسير على الإطلاق. لكن علينا القول في الوقت نفسه، إن من المهم كذلك - لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمساواة بين الجنسين وغير ذلك من الأهداف التي يصعب على المرء تحديدها - أن نحول المدينة إلى ما هو أكثر من مهجع للنوم.

Wednesday, August 28, 2019

"الإنترنت الفضائي" يغير طبيعة فرص العمل في المستقبل

في وقت الغداء من كل يوم يتطلع ملايين العمال في مختلف أنحاء مدينة مومباي الهندية؛ للحصول على وجبتهم المقبلة، التي تأتي لبعضهم في عبوات مُغلّفة وعلى متن دراجات، في إطار خدمة تُستخدم في هذه البقعة من العالم منذ 125 سنة، وتحمل اسم "دابوالا".
لكن في الآونة الأخيرة، بات من المتزايد ألا يتواصل بعض العمال مع أصحاب المطاعم بشكل مباشر، وإنما يتركون الأمر كله لأحد التطبيقات التي تعمل عبر الاتصال بشبكة الإنترنت.
وتقول أنو مادغافكار، شريكة في مؤسسة "ماكنزي غلوبال إنستيتوت" وتعيش في مومباي، إن مجال تقديم الخدمة الخاصة بتوصيل الوجبات الغذائية هناك، صار واسع النطاق "فإذا دلفت مثلا إلى أحد متاجر ستاربكس، ستجد هناك خمسة من موظفي خدمة التسليم التي يقدمها تطبيق سويغي لإيصال الوجبات والمشروبات".
ويشكل ذلك دليلا على أن ثورة رقمية تشهدها بقاع مثل هذه بالفعل في الوقت الحاضر. فالتطبيق الخاص بإيصال الوجبات إلى طالبيها في مومباي، طُوِّرَ مثلا على يد صبي في الثالثة عشرة من عمره فحسب.
وبينما أدى هذا النهج الجديد في إنجاز الأمور إلى انقسام الرأي العام في المدينة، تقول مادغافكار إن هناك الكثير من المتحمسين له هناك. فمع أن الهند تحظى منذ أمد بعيد باللبنات الأساسية للاقتصاد الحر الذي يرتبط غالبية العاملين فيه مع مؤسساتهم بتعاقدات قصيرة الأجل، فإن دخول الإنترنت إلى المشهد أجبر الشركات على أن تصبح أكثر تنظيما، وأن تقدم خدمات منتظمة بشكل أكبر.
لكن الأمر لا يخلو من مفارقة، فنطاق تغطية خدمات الإنترنت لا يزال محدودا في الهند، إلى حد أن نسبة الهنود القادرين على الاتصال بالشبكة أو اقتناء هواتف ذكية، تقل عن 25 في المئة من السكان. بل إنها تتدنى في المناطق الريفية إلى ما لا يزيد عن 14 في المئة.
ولا يختلف الوضع عما هو سائد في مناطق أخرى، تضم بين جنباتها دولا ذات اقتصاديات ناشئة؛ بدءا من دول أفريقيا جنوب الصحراء مرورا بأمريكا اللاتينية وصولا إلى غالبية بُلدان جنوب شرق آسيا.
وتفيد التقديرات بأن أكثر من نصف سكان العالم غير قادرين على الاتصال بشبكة الإنترنت. وعلى الرغم من أن مساحة التغطية تتزايد في المناطق التي ذُكِرَت في السطور السابقة، فإن تركيب أبراج وكوابل للاتصال بالإنترنت وتوفير خدمات الهاتف النقال لكي ينتفع بها باقي المليارات الأربعة المحرومين من الشبكة العنكبوتية، سيشكل عملية بطيئة الوتيرة إلى حد بعيد لعدة أسباب؛ ليس أقلها أن المسافات التي يتعين تغطيتها في هذا الصدد هائلة.
لكن بضع شركات تخطط في الوقت الحالي لشيء مختلف؛ يتعلق باستخدام الفضاء في نشر الإنترنت على الأرض، وهو ما يطلق عليه البعض اسم "الإنترنت الفضائي".
الأمر هنا يتعلق بهدف يبدو مذهلا، يتمثل في إطلاق آلاف - وربما عشرات الآلاف - من الأقمار الاصطناعية الصغيرة لتدور في مدار منخفض حول الأرض، لبث خدمة الإنترنت لكل القاطنين في مختلف بقاع المعمورة. إحدى الشركات التي تخطط لذلك، تحمل اسم "وان ويب"، وقد أطلقت أول ستة أقمار تابعة لها في إطار المشروع في فبراير/شباط الماضي. وتسعى لأن تبث إشارة إنترنت محمولة، يمكن لأي شخص في أي مكان استقبالها عبر هاتفه الذكي.
على الدرب نفسه، تسير شركة "سبيس إكس" المملوكة لرجل الأعمال المعروف إيلون ماسك، إذ تعتزم إطلاق مجموعة من الأقمار الاصطناعية المُوفرة لخدمات الإنترنت، جنبا إلى جنب مع شركة "أمازون".
وربما يقود ذلك في نهاية المطاف، إلى أن تصبح لدينا أكثر من شبكة أقمار اصطناعية تتنافس مع بعضها بعضا لتقديم خدمات الإنترنت عريض النطاق في شتى أنحاء الأرض، ما قد يؤثر على فرص العمل المتوافرة في العالم بشكل مذهل.
ويقول كريستوفر نيومان، أستاذ سياسات وقانون الفضاء في جامعة نورث أمبريا البريطانية، إن شركة "وان ويب" تسعى لـ "إطلاق نحو 1900 قمر اصطناعي، بينما قد تُطلِق شركة `سبيس إكس` قرابة 12 ألف قمر". وتشكل هذه الأرقام زيادة هائلة في عدد الأقمار الاصطناعية ذات الأغراض التجارية التي تدور حول الأرض، والتي لا يزيد عددها عن ألفين في الوقت الحالي.
تعقيبا على ذلك يقول نيومان: "إننا نتحدث عن اضطراب حقيقي سيلحق ببيئة الفضاء". ويضيف أنه يتعين التعامل بقدر من الواقعية مع الأمر، نظرا إلى أنه من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت مجموعات الأقمار هذه، ستكون فعالة بالقياس إلى الأموال التي ستُنفق عليها لإطلاقها وتشغيلها من عدمه.
كما أننا لا نعلم حتى الآن، ما إذا كان نشر هذه الأقمار في الفضاء، سيؤدي إلى جعله مكتظا بالنفايات الفضائية بشكل مفرط ما يلوث بيئة المدار الواقع حول الأرض، أم لا. لكن الرجل يستدرك قائلا إن إطلاق كل تلك الأقمار بشكل فعلي وتشغيلها، سيغير سوق العمل على الأرض على نحو جذري.
تقول مادغافكار إن ما يحدث في الهند يشكل مؤشرا مبكرا، على الكيفية التي يمكن أن تتغير بها اقتصاديات الدول الأخرى، إذا ما وصلت خدمة الاتصال بالإنترنت إلى كل ركن في العالم. فغالبية العمال الهنود - كما توضح - ينخرطون في وظائف؛ إما غير رسمية أو يعملون فيها لحسابهم الخاص، وهي تلك التي يُطلق عليها اسم "المشروعات متناهية الصغر". وثمة إمكانية لأن يتم تنظيم هذه الأنشطة من خلال التطبيقات، كما يحدث مع خدمة توصيل الوجبات الغذائية حاليا.
بجانب ذلك، هناك ما يبرهن على أن توفير خدمة الإنترنت فائق السرعة وانتشارها بشكل كاف في مختلف أنحاء العالم، يمكن أن يزيد إنتاجية المرء، ويُحْدِثُ تحولات في الاقتصاديات المحلية. ففي الهند مثلا، زادت أرباح المزارعين والصيادين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة للتعرف على أسعار المنتجات وأحوال الطقس، بنسبة ثمانية في المئة مقارنة بأقرانهم ممن لا يفعلون ذلك.
علاوة على ذلك، ثمة تأثيرات أخرى يصعب التنبؤ بها، لمثل هذه التغيرات والتطورات. فقد أوضح تقرير أعدته مؤسسة "ماكنزي" أن المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة المملوكة لنساء في إندونيسيا تُدر نحو 35 في المئة من عائدات البلاد من التجارة الإلكترونية. أما المشروعات المماثلة في الحجم والمملوكة لنسوة كذلك من تلك التي لا تعتمد على الإنترنت، فلا يزيد إسهامها في العائدات عن 15 في المئة تقريبا.
وبرأي مادغافكار؛ ستفضي زيادة حجم الاتصال بالإنترنت إلى توفير فرص أكبر لمن يقومون بأعمالهم عن بُعد. فبوسع موظفي المصارف - مثلا في هذه الحالة - تقديم خدماتهم للعملاء عبر الهاتف المحمول. كما يمكن إجراء تدريبات عن بعد، لمن يعملون في مجال تقديم الخدمات للعملاء أو من يضطلعون بأدوار استشارية، ويمكن لهؤلاء أيضا القيام بجانب كبير من العمل الفعلي من على بعد كذلك. ومع توفير خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، يمكن أن يشهد عدد من يتقدمون للعمل في مثل هذه الوظائف قفزة هائلة.
في الوقت نفسه يمكن أن يزداد كذلك - وبشكل هائل - عدد المستفيدين من منصات الأعمال الحرة على شبكة الإنترنت، وهي تلك التي تتيح لأرباب الأعمال التواصل مع العمال المستقلين لتنسيق التعاون معهم عن بعد.
وفي عام 2015، ناقشت ورقة بحثية كيفية استخدام مثل هذه المنصات من جانب من يعملون عبر الإنترنت في جنوب شرق آسيا. وساقت الدراسة في هذا الإطار نموذجا لسيدة فلبينية تُدعى إيمي، لها خمسة أشقاء وهي العائل الرئيسي لأسرتها. فبعد أن كانت هذه السيدة تعمل في مركز للاتصالات، غيرت مسارها المهني إلى العمل مساعدةً شخصية عن بُعد لسيدة أمريكية تبيع الأعمال الفنية على موقع "إتسي". ويدر العمل الحالي على إيمي ضعف ما كانت تحصل عليه في عملها السابق.
وفي القريب، لن تمثل التكنولوجيا العقبة الكبرى التي تواجه مثل هذه التحولات، وإنما سيتمثل ذلك في مشكلة أقدم أمدا وهي الافتقار إلى التعليم. فبالرغم من أن معدلات من يعرفون القراءة والكتابة في الهند - على سبيل المثال - قد شهدت تحسنا طفيفا مؤخرا، فلا يزال ربع السكان هناك غير قادرين، لا على معرفة هذه أو تلك. المشكلة نفسها قائمة في كثير من الدول الأخرى، وهو ما يعني أن توفير خدمات الإنترنت - لأولئك القادرين على تحمل تكاليف الحصول عليها - لن يوفر حلا لشيء في ضوء تفشي الأمية بهذا القدر.
بطبيعة الحال، ثمة جانب مظلم للأعمال والوظائف التي تنشأ، بفضل وجود خدمة الاتصال بالإنترنت. فبجانب المخاوف الناجمة عن إمكانية أن تؤدي منصات مثل "أوبر" و"دليفرو" إلى الإضرار بالعمال التقليديين، هناك فئات جديدة الآن من الوظائف، التي ظهرت بفضل هذه التكنولوجيا، وتبدو بالنسبة للكثيرين متدنية الشأن وتسبب بلادة في الذهن لمن ينخرطون فيها.
وقد زار مارك غرايام، أستاذ جغرافيا الإنترنت في معهد أكسفورد للإنترنت، مباني إدارية ضخمة في أفريقيا، يجلس فيها العاملون على مكاتب للقيام بمهام مثل هذه، لساعات طويلة ومتتالية. وقد أصيب بالصدمة من حجم النشاط الجاري في هذا الصدد، قائلا إنه وجد "مئات من الأشخاص يركزون باهتمام شديد وجدية على شاشاتهم" للقيام بمثل هذه الوظائف، دون أن يغفل الإشارة إلى أن هناك "منافسة ضارية على هذه الأصعدة"، إذ تبين أن عدد من يرغبون في أداء أعمال مثل هذه يفوق كثيرا حجم ما هو متوافر منها.
ويعني ذلك أن قدرة عدد أكبر من الناس على الاتصال بخدمات الإنترنت بفضل "الإنترنت الفضائي" مثلا، سيجعل المنافسة في هذا الصدد تزداد ضراوة.
ويقول غرايام إن هذا الأمر يؤدي إلى تقليص فرص المرء في الحصول على أجر مجزٍ، بالنظر إلى أن هناك "شخصا ما على الجانب الآخر من الكوكب، يستطيع أداء الوظيفة نفسها بأجر أقل كثيرا".
لكن الرجل يشير إلى أن الصورة ليست قاتمة تماما، فتوسيع نطاق خدمات الإنترنت، لن يؤدي فقط إلى شيوع مثل هذه الوظائف متواضعة الأهمية في الدول ذات الاقتصاديات الناشئة، وإنما سيوفر كذلك لمواطني هذه البُلدان، فرصا للعمل في مجالات البرمجة والتصميم وتطوير الشبكة العنكبوتية.
ويثير ذلك سؤالا، حول ما إذا كان سيتعين علينا أن نقاتل في المستقبل، للاحتفاظ بوظائفنا، حال أصبحنا بالفعل جزءا من بيئة عمل عالمية متصلة ببعضها بعضا عبر الإنترنت بكل معنى الكلمة أم لا؟
للإنصاف يمكن القول إن عملية "التعهيد" - أي إسناد العمل إلى أشخاص أو مؤسسات من خارج الشركة أو المؤسسة - غير ممكن بالنسبة لكل الوظائف. فهناك تاريخ طويل، للشركات التي فشلت في إسناد مهام خاصة بها إلى عمال في دول أخرى يتقاضون أجورا أقل.
لكن إذا أصبح "التعهيد" أكثر يسرا وأقل تكلفة بفضل التكنولوجيا، فسيؤثر هذا بالطبع قريبا على عمال لم يكونوا قط من قبل مهددين بذلك. وقد يترتب على هذا الأمر بالتبعية اندلاع سباق على مستوى العالم، نحو منح أجور زهيدة للغاية للعمال وعدم الاهتمام بالظروف التي يعملون في ظلها كذلك.
ويعلق غرايام على ذلك بالقول: "أعتقد أنه يتعين علينا جميعا، أن نكون حريصين على ألا يؤدي أي تحول في بيئة العمل أو أي إعادة تنظيم لها، إلى تآكل جوهري في الحقوق التي نحظى بها كعاملين، أو إلى الإضرار بنوعية الوظائف التي نؤديها".
ورغم أننا لا نزال - بحسب خبراء - على بعد نحو خمس إلى عشر سنوات، من أن نشهد بدء تشغيل أي من شبكات الأقمار الاصطناعية هذه، فإن تلك السنوات لا تبدو طويلة للغاية، بالنسبة للمسيرة المهنية لأيٍ منّا.
وهكذا، فبينما لا يزال من الممكن أن يؤدي توفير خدمات الاتصال الفائق والسريع بشبكة الإنترنت إلى توفير فرص أفضل لقوة العمل في بلد ما مقارنة بنظيرتها في دولة أخرى، فإن هذا الوضع ربما لن يستمر إلى الأبد.

Friday, August 16, 2019

العثور على طقم أسنان في حلق مريض بعد أسبوع من خضوعه لجراحة

عَلق طقم أسنان أحد المرضى في حلقه أثناء خضوعه لعملية جراحية عادية، وظل مفقودا لثمانية أيام.
وشكا المريض البالغ من العمر 72 عاما من صعوبات في البلع وبدأ يسعل دما قبل أن يكتشف الأطباء طقم الأسنان في حلقه.
وأجرى المريض عددا من الزيارات للمستشفى وخضع لمزيد من الجراحات ولنقل الدم، لعلاج المضاعفات الناجمة عن الجراحة التي خضع لها في المعدة.
وقال القائمون على مستشفى جيمس بادجيت الجامعي في نورفولك في إنجلترا، إنهم اتخذوا تدابير تصحيحية.
حينها ظن الأطباء في مستشفى غورلستون أن الرجل يعاني التهابا في الجهاز التنفسي وآثارا جانبية لوضع أنبوب في حلقه أثناء الجراحة، ووصفوا له مضادات حيوية وعقاقير ستيرويد المنشطة.
ولكن لما عاد الرجل إلى المستشفى بعد يومين، فحص فريق الأطباء حلقه وحنجرته ليجدوا شيئا شبه دائري يقبع على أحباله الصوتية.
ثم لم يلبث أن أخبر الأطباء عن فقدانه طقم أسنانه أثناء إقامته في المستشفى وخضوعه للجراحة.
وبعد جراحة لانتشال طقم الأسنان، صرح له الأطباء بمغادرة المستشفى، لكنه عاد إليها أربع مرات أخرى يعاني نزيفا.
وحتى قيام الجراحين بعملية كي للجرح في حلق المريض، كان قد فقد كمية كبيرة من دمه وبات في حاجة إلى نقل دم.
وأفاد التقرير بأن هناك حالات أخرى موثقة ابتُلعت فيها أطقم أسنان أثناء الخضوع للتخدير.
وأكد على ضرورة تسجيل وجود أي طقم أسنان أو أسنان صناعية قبل وبعد إجراء الجراحة.
وقالت هازل ستيوارت، المديرة الطبية بمستشفى جيمس بادجيت الجامعي، إن تحقيقا شاملا قد جرى في هذا الشأن.
وأضافت: "نتيجة لذلك، روجعت تدابير كثيرة، وتم تعديلها، وتم تداول الدروس المستفادة بين طاقم العمل".
قال باحثون إن أكثر من مليون بصمة إصبع وبيانات أخرى حساسة جرى تسريبها إلى الإنترنت، وتمكنت شركة أمن إلكتروني من الوصول إلى تلك البيانات.
ويقول الباحثون الذين يعملون مع شركة "في بي إن منتتور" إنهم وصلوا للبيانات عبر برنامج أمن إلكتروني يسمى "بيوستار 2".
ويستخدم ذلك البرنامج من جانب آلاف الشركات والمؤسسات حول العالم، بما في ذلك شرطة العاصمة البريطانية، بغرض التحكم في وصول الأشخاص إلى أجزاء معينة من المنشآت الأمنية.
وقالت شركة سوبريما، التى توفر ذلك البرنامج للشركات والمؤسسات حول العالم، إنها تعكف على علاج تلك المشكلة.
وقال متحدث باسم الشركة لصحيفة الغارديان البريطانية: "إذا كان هناك أي تهديد بعينه لمنتجاتنا أو خدماتنا، فسنتخذ إجراءات فورية ونصدر البيانات المناسبة، لحماية الشركات والأصول القيمة لعملائنا".
ووفقا لشركة "في بي إن منتور"، عادت البيانات، التي تم اكتشافها في 5 أغسطس/ آب الجاري، لتصبح سرية مرة أخرى في 13 من الشهر ذاته. لكن لم يتضح بعد المدة التي كانت خلالها تلك البيانات مكشوفة على الإنترنت.
وفضلا عن سجلات بصمات الأصابع، يقول الباحثون إنهم عثروا على صور لأشخاص، وبيانات التعرف على الوجه، وأسماء وعناوين وكلمات مرور، وسير وظيفية، وسجلات عن وقت وصول الأشخاص إلى مناطق أمنية معينة.
ومن بين المنظمات البريطانية التي تأثرت بشكل مباشر بهذا الخرق، شركة "تايل ماونتين"، وهي شركة لتجارة الأدوات المنزلية بالتجزئة.
وقال نعوم روتم، أحد الباحثين الذين عثروا على البيانات، لبي بي سي: "إنه أمر جنوني، جنوني حقا".
وأشار إلى أن معلومات التحقق البيولوجي، مثل بصمات الأصابع، لا يمكن جعلها خاصة مرة أخرى، بعد انكشافها لمرة واحدة.
وأضاف أنه واجه هو وزملاؤه صعوبة عند محاولتهم إبلاغ شركة سوبريما بشأن تلك البيانات المكشوفة.
وقال روتم: "بدأنا الاتصال بجميع المكاتب واحدا تلو الآخر، واضطررنا إلى التعامل مع أشخاص يغلقون سماعة الهاتف".
وفي المجمل، تم العثور على 23 غيغابايت من البيانات، التي تحتوي على ما يقرب من 30 مليون سجل مكشوف على الإنترنت.
وقال شركة "في بي إن منتور" في مدونة حول هذا الأمر: "يمكن استخدام هذه البيانات في نطاق واسع من الأنشطة الإجرامية، التي ستكون كارثية لكل من الشركات والمؤسسات المتضررة، وكذلك موظفيها أو عملائها".
واعتبر سيمون بيرشول، مدير شركة "تايم وير" وهي إحدى الشركات البريطانية التي تستخدم برنامج شركة سوبريم لقراءة بصمات الأصابع، تسريب البيانات أمرا "مروعا".
وقال بيرشول لبي بي سي: "يبدو الأمر، كما لو أن شخصا ما قد أخذ منتج بيوستار 2 القياسي، وثبته على شبكة إنترنت مفتوحة. ما فعلوه سخيف حقا".
وقال الباحث روتم لبي بي سي إن عددا من الشركات البريطانية قد تأثرت بالمشكلة.
لكن روتم لم يتمكن من تأكيد أسماء تلك الشركات، لأنه وفريقه لم يُحملوا جميع البيانات التي عثروا عليها، من أجل الحد من آثار انتهاك الخصوصية الذي حدث.
وقال متحدث باسم شرطة العاصمة البريطانية، لبي بي سي، إن شرطة لندن تتحقق الآن مما إذا كانت من بين الجهات المتضررة.
ولم ترد شركة سوبريم بعد على طلب بي بي سي، للتعليق على الموضوع.
وقال مكتب مفوض المعلومات في بريطانيا إنه على علم بالتقارير حول مشكلة بيوستار 2، وسيحقق في الأمر.

Monday, July 22, 2019

"استياء مصري" عقب قرار الخطوط الجوية البريطانية تعليق رحلاتها إلى القاهرة

انتقدت السلطات المصرية قرار شركة الخطوط الجوية البريطانية "بريتش إيروايز" بتعليق رحلاتها إلى القاهرة لمدة أسبوع لـ"دواع أمنية".
وقال وزير الطيران المدني المصري إن الشركة أعلنت عن قرارها السبت دون التشاور مع السلطات المعنية.
وأوضحت الخطوط الجوية البريطانية أن تعليق الرحلات جاء في إطار إجراء أمني روتيني، مشيرة إلى أنه لا يعني أن هناك ثغرات أمنية في مطار القاهرة الدولي.
وكانت شركة لوفتهانزا الألمانية علقت بعض خدماتها إلى العاصمة المصرية السبت، لكن سرعان ما استأنفت رحلاتها.
لكن وكيل الخطوط البريطانية في القاهرة أكد أن الرحلات بين القاهرة ولندن سوف تستأنف الجمعة الموافق 26 يوليو/تموز الجاري.
وخلال اجتماع مع السفير البريطاني في القاهرة جيفري آدامز، أعرب وزير الطيران المدني يونس المصري عن استيائه لاتخاذ شركة الخطوط الجوية البريطانية لقرار "انفرادي يمس أمن المطارات المصرية".
وأوضح بيان صادر عن وزارة الطيران المصرية أن الجانبين اتفقا على "استمرار الجهود المشتركة" لحل الأزمة.
وبحسب البيان، فإن السفير البريطاني "تقدم باعتذار إلى وزير الطيران عن عدم إبلاغ السلطات المصرية قبل صدور هذا القرار".
وأضاف أن السفير أوضح أن تعليق الرحلات "لا يتعلق بالتدابير الأمنية للمطارات المصرية".
وأضاف شريف برسوم، وكيل الشركة البريطانية، أن التفتيش الأخير الذي أجري من قبل الجانب البريطاني على مطار القاهرة الأسبوع الماضي لم يسجل "أي ثغرات أمنية".
وكانت الخارجية البريطانية حدثت الجمعة نصائحها للبريطانيين المسافرين إلى مصر.
وتضمنت النصائح التحذير من أن "هناك خطرا متزايدا من الإرهاب ضد الطيران. وأن هناك إجراءات أمنية إضافية مطبقة للرحلات المغادرة من مصر إلى بريطانيا".
من جانبه، قال رئيس سلطة الطيران المدني الطيار سامح الحفني إن السلطات المصرية وضعت خطة لسد احتياجات الركاب من خلال تشغيل الطرازات الكبيره من الطائرات التابعة لشركة مصر للطيران لاستيعاب أكبر عدد من الركاب القادمين إلى البلاد.
وتسبب قرار الشركة البريطانية في حالة من الفوضى بين المسافرين إلى القاهرة من لندن.
وانتقد مسافرون تحدثوا لبي بي سي ما وصفوه بعدم تقديم الشركة لرحلات بديلة، وعدم وجود رحلات مباشرة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار التذاكر على الخطوط الجوية الأخرى خاصة مع قصر فترة الإشعار حول إلغاء الرحلات.
يذكر أن حوالي 45 ألف بريطاني زاروا مصر عام 2018، ولم يواجه الأغلبية أي مشاكل.
وبالرغم من أن الهجمات الإرهابية السابقة في مصر وقعت في محافظة شمالي سيناء شمال شرقي البلاد إلا أن هناك مخاطر لاستهداف أماكن أخرى.
تحولت طالبة الإعدادية أميرة أحمد رزق فجأة إلى "فتاة العياط"، لتنضم بذلك إلى قائمة من شابات مصريات تعرضن لأنواع مختلفة من العنف ضدهن وألصقت بهن ألقاب من قبيل "فتاة المول" و"فتاة التجمع" عند حديث الناس عنهن.
وحسب أقوالها في تحقيقات النيابة، حاول شاب اغتصاب أميرة، ذات الـ 15 عاما، فقاومته، وطعنته 14 مرة حتى فارق الحياة، ثم سلمت نفسها للشرطة.
حبست نيابة الجيزة الفتاة 15 يوما في مركز احتجاز أحداث على ذمة التحقيق بعد أن اُتهمت بالقتل العمد.
تقول جانيت عبد العليم، وهي باحثة في قضايا الجندر، إنه لابد من تعديل التوصيف ليصبح "دفاعا شرعيا عن النفس بدلا من القتل العمد"، إلى جانب إعطاء الأولوية لتقديم الدعم النفسي للطفلة بدلا من حبسها.
ويوضح المستشار محمد سمير، الخبير القانوني، أن توفر حالات الدفاع عن النفس الشرعي وفقا للقانون يحتاج إلى شرطين هما "اللزوم والتناسب"؛ الأول يعني ألا يكون هناك وسيلة بديلة لمقاومة الاعتداء الواقع، أما الثانية فتعني تناسب رد الفعل مع الخطر المحدق.
لا جديد في ردود الفعل على ما حدث: تعاطف كثيرون مع أميرة باعتبارها طفلة تعرضت لمحاولة اغتصاب، لكن في الوقت ذاته ظهر من حُمّلها مسؤولية ما جرى لها بحجة خروجها مع شباب وقبولها ركوب ميكروباص مع أحدهم دون علم أهلها.
كما تساءل بعضهم "لماذا 14 طعنة؟".
تقول جانيت عبد العليم في حديث عبر الهاتف لبي بي سي. إنه "طالما أن من ارتكب الجريمة امرأة فمن المتوقع عدم التعاطف معها وإيجاد مبررات لذلك، علما أن أميرة طفلة واقتصّت لنفسها. دافعت عن حياتها لا عن شرفها".
وتعطي مثالا عن القضايا التي يكون قاتل الفتاة أحد شباب العائلة فيما يعرف مجتمعيا بـ "جرائم الشرف"، والتي تقول إنها غالبا ما يعتم عليها ويقال إن الفتاة انتحرت مثلا.
تجلت هذه الازدواجية مؤخرا أثناء كأس أمم أفريقيا المنعقدة في مصر، حيث دوت قضية لاعب كرة القدم المصري عمرو وردة الذي اتهم بالتحرش بامرأة فاستبعد من صفوف المنتخب لتتم إعادته بسرعة ليلعب مع فريقه.
لوحظ حينها حالة تعاطف واسعة من قبل مجموعات مختلفة من المصريين رجالا ونساءً مع لاعب الكرة الذي ظهر في الملعب وهللت له جماهير المشجعين، حتى أن بعضهم حمل صوره. وأوجد مصريون تبريرات عدة له، وتناقلوا إهانات وإساءات كثيرة للشابة المصرية، ميرهان، التي فضحته.
يعلق المستشار سمير بأن "العقلية الذكورية تظهر في الجرائم وفقا لنوع الجاني والمجني عليه"، ويقول: "يدخل عنصر الجندر في تحديد موقف المجتمع".
ويضيف: "وجدنا حالة من التعاطف مع اللاعب الشهير لأنه ذكر، ولأن لاعب كرة، ولأنه شهير. أما التعاطف فلا نراه إن تبدلت الأدوار".
كما يذكر أنه في قضايا العنف ضد المرأة "لا يلحق العار بالجاني، بل بالمرأة، إلى جانب أسئلة تبدأ بالتوارد مثل: ماذا كانت تفعل؟ ماذا كانت ترتدي؟ ما طبيعة تلك العلاقة".
والد أميرة ظهر على فضائية تلفزيونية مصرية وقص كيف وصله خبر ما جرى، وبدا "فخورا" بابنته التي "عرفت كيف تدافع عن نفسها"، وهو من الفيوم في صعيد مصر وتعرف هذه المنطقة بأنها "قبلية ومحافظة جدا".
قال إنه فوجئ باتصال هاتفي من مزارعين رأوا أميرة تركض في الجبل وغارقة بالدم، وعندما ذهب إليها وجدها "في حالة هستيرية".
تقارير صحفية نقلت تفاصيل تقول بأن الشاب الذي قتل كان صديقا للشاب الذي تحبه أميرة.
كانت أميرة قد قالت في البداية إنها تعرضت لمحاولة اختطاف فدافعت عن نفسها بقتل الخاطف، ثم غيرت روايتها - تجنبا للفضيحة - وقالت إن القتيل كان يحاول اغتصابها وهددها بسكين.
وشرحت في تحقيقات النيابة إن الشاب الذي تحبه وبالتعاون مع صديق له تدبرا أمرا لتلتقي بسائق عرض عليها إيصالها فوافقت، إلا أنه انحرف عن الطريق وأخرج سكينا وهددها بالقتل وحاول الاعتداء عليها، فاصطنعت أنها موافقة، وعندما ترك السكين أخذته هي وطعنته حتى سقط قتيلا.
مثل حوادث العنف هذه بحق المرأة ليست غير معتادة في البلاد العربية؛ فمثلا في السودان ضج البلد بقضية "نورا حسين" التي حكم عليها بالإعدام شنقا بعد إدانتها بقتل زوجها الذي قالت إنها إجبرت على الزواج منه بعمر الـ 16 وكان يجبرها على ممارسة الجنس معه.
وأطلقت حملة كبيرة ضد الحكم، وبعد الاستئناف حصلت على نورا على البراءة من تهمة القتل العمد وخفف الحكم إلى 5 سنوات - وكانت تلك سابقة في تاريخ القضاء السوداني.
لا تبدو جانيت عبد العليم متفائلة بما سيحدث لأميرة.
"لما النيابة تبقى شايفة أن أميرة هي الجاني وليست المجني عليها فكيف سنضمن المنطق الذكوري المسيطر، كما أننا لا نعرف طبيعة تفكير القاضي الذي سينظر في قضيتها"، تقول جانيت.
علما أنه لا وجود إلا لعدد محدود من القاضيات في مصر.
"وجود العنصر النسائي في القضاء مهم.. مهما كان فالرجل قد لايدرك ما تعانيه المرأة"، يقول المستشار محمد وهو مختص بقضايا تتعلق بالعنف ضد المرأة.
ويضيف: "يمكن لقضية أميرة أن تفتح المجال أمام تكوين رأي وعقيدة تبدأ من مرحلة التحقيقات وصولا للمحاكمة الجنائية.. لابد من إعادة النظر في منظومة الإجراءات الجنائية كأن يكون هناك إفراج مشروط عنها تحت مراقبة المحكمة خاصة في حالة الأطفال".